منتدى التقنية المتخصص THE SPECIALIST /Nasser Ali Afra

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التقنية المتخصص THE SPECIALIST /Nasser Ali Afra

THE SPECIALIST


    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 06/09/2009

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Empty المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 23, 2010 4:28 pm

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Nab89110


    الم أقل لكم من قبل كلما قرأت الكتاب المقدس وجدت فيه بشارات لشخص معين لا تنطبق على ما يحاولون انطباقها على المسيح نهائيا وتأكيدا رغم محاولاتهم المستميته على جعلها له وهى لن تصلح له ورغم محاولاتهم التمويه على ذكر شخصه وإخفاء اسمه ويترجمونه - اى اسم محمد - بصفاته لابعاد البشارة عنه
    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان

    وها هي المزامير تبشر بالنبي الخاتم، ويصفه أحد مزاميرها، فيقول مخاطباً إياه باسم الملك: "فاض قلبي بكلام صالح، متكلم أنا بإنشائي للملك، لساني قلم كاتب ماهر: أنت أبرع جمالاً من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد.

    تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نُبُلُك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوبٌ تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم.

    من أجل ذلك مسحك إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ... بنات ملوك بين حظياتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير.

    اسمعي يا بنت وانظري، وأميلي أذنك، انسي شعبك وبيت أبيك، فيشتهي الملك حسنك، لأنه هو سيدك فاسجدي له ... عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض، أذكر اسمك في كل دور فدور. من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " (المزمور 45/1 - 17).

    ويسلم النصارى بأن النص نبوءة بالنبي الآتي، ويزعمون أنه عيسى عليه السلام، فيما يرى المسلمون أن الصفات التي رمزت في النص إنما تعود إلى محمد e ، وتمنع أن يكون المعني به عيسى أو غيره من الأنبياء الكرام، ففي النص تسع أوصاف لهذا النبي، وهي:

    1) كونه صاحب حسن لا يعدل في البشر " بهي في الحسن أفضل من بني البشر "، ولا يجوز للنصارى القول بأنه المسيح، وهم الذين يقولون: تحققت في المسيح نبوة إشعيا، وفيها أن المتنبئ به "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه " (إشعيا 52/2)، وهذا المعنى الذي لا نوافقهم عليه ([1]) أكده علماؤهم، فقال كليمندوس الإسكندراني: " إن جماله كان في روحه وفي أعماله، وأما منظره فكان حقيراً " وقال ترتليان: " أما شكله فكان عديم الحسن الجسماني، وبالحري كان بعيداً عن أي مجد جسدي " ومثله قال مارتير وأوريجانوس وغيرهما. ([2])

    فمن كان هذا قوله بالمسيح لا يحق له أن يقول بأنه أيضاً:" أبرع جمالاً من بني البشر ".

    وقد جاءت الآثار تتحدث عن حسن نبينا وفيض جماله بعد أن كساه الله بلباس النبوة، فلم ير أجمل منه. ففي الأثر الصحيح يقول البراء بن مالك: (كان رسول الله e أحسن الناس وجهاً، وأحسنه خَلْقاً، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير). ([3])

    2) أن النبوة وكلامها يخرج من شفتيه "انسكبت النعمة على شفتيك"، فقد كان أمياً، ووحيه غير مكتوب، فيما كانت لإبراهيم وموسى صحفاً، كما كان عيسى قارئاً. (انظر لوقا 4/16).

    وقد جاءت نصوص كتابية عدة تؤكد أمية النبي القادم منها ما سبق في سفر التثنية " أجعل كلامي في فمه " (التثنية 18/18)، وما جاء في إشعيا " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة، فيقال له: اقرأ، فيقول: لا أعرف الكتابة " (إشعيا 29/12).

    وفي غير الترجمة العربية المتداولة " لا أعرف القراءة " وهي تماثل - كما سبق - قول النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء: (( ما أنا بقارئ )).

    3) كونه مبارك إلى الأبد، صاحب رسالة خالدة " باركك الله إلى الأبد ... كرسيك يا الله إلى دهر الدهور ".

    4) كونه صاحب سيف يقهر به أعداءه لإقامة الحق والعدل " تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ... بجلالك اقتحم. من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف. نُبُلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون ".

    والمسيح عليه السلام لم يحمل سيفاً ولا أسقط أعداءه، ولا صوب نبله في قلوب أعدائه لنشر دعوة الحق، كما لم يكن ملكاً في قومه.

    5) وهذا النبي محب للخير، مبغض للإثم كحال جميع الأنبياء، لكن الله فضله عليهم " مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك ".

    6) يؤتى لهذا النبي بالهدايا لعزه، وبنات الملوك يكن في خدمته أو في نسائه " بنات ملوك بين حظياتك.. بنت صور أغنى الشعوب تترضى وجهك بهدية .. ".

    وقد تزوج النبي بصفية بنت حيي بن أخطب سيد قومه، كما أهديت إليه مارية القبطية، وكانت شهربانو بنت يزدجر ملك فارس تحت ابنه الحسين t.

    7) تدين له الأمم بالخضوع، وتدخل الأمم في دينه بفرح وابتهاج " بملابس مطرزة وتحضر إلى الملك، في إثرها عذارى صاحباتها، مقدمات إليك، يحضرن بفرح وابتهاج يدخلن إلى قصر الملك".

    Cool يستبدل قومه بالعز بعد الذل " عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض".

    9) يكتب له الذكر الحميد سائر الدهر " أذكر اسمك دور فدور، من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " فهو أحمد ومحمد صلى الله عليه وسلم.



    داود عليه السلام يبشر بنبي من غير ذريته

    ويتحدث داود عن النبي القادم فيقول: " قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبك، فتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة .. أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. الرب عن يمينك، يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها.." (المزمور 110/1-6).

    ويرى اليهود والنصارى في النص نبوءة بالمسيح القادم من ذرية داود من اليهود.

    وقد أبطل المسيح لليهود قولهم، وأفهمهم أن القادم لن يكون من ذرية داود، ففي متى: " كان الفريسيون مجتمعين، سألهم يسوع: ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالو له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيب بكلمة " (متى 22/41 - 46) وفي مرقس " فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه " (مرقس 12/37) و(انظر لوقا 20/41 – 44).

    وتسمية عيسى عليه السلام للنبي بالمسيح سبق التنبيه عليها.

    فلقب "المسيح المنتظر" يتعلق بمسيح يملك ويسحق أعداءه، وهو ما رأينا تنكر المسيح عليه السلام له في مواطن عديدة، منها أنه قال لبيلاطس: " مملكتي ليست في هذا العالم " (يوحنا 18/36)، أي أنها مملكة روحية.

    وهي غير المملكة التي يبشر بها داود في مزاميره، حيث قال: "أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبَك .. يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها ..".

    وهو الذي قال عنه يعقوب: " له خضوع شعوب " (التكوين 49/10).

    وينقل القس الدكتور فهيم عزيز عميد كلية اللاهوت للبروتستانت في مصر عن علماء الغرب إنكارهم " أن يسوع كان يتصرف ويتكلم كمسيح لليهود أو المسيا الذي كان ينتظره العهد القديم".

    وقد تنبأ وبشر سليمان أيضاً في المزامير بالنبي الملك r، فقال: " ويملك من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض، أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤه يلحسون التراب، ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة، ملوك شبا وسبإ يقدمون هدية، ويسجد له كل الملوك، كل الأمم تتعبد له، لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له، يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء، من الظلم والخطف يفدي أنفسهم، ويكرم دمهم في عينيه، ويعيش ويعطيه من ذهب شبا، ويصلّي لأجله دائماً، اليوم كله يباركه، تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال، تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض.

    يكون اسمه إلى الدهر، قدام الشمس يمتد اسمه، ويتباركون به، كل أمم الأرض يطوّبونه، مبارك الرب الله إله إسرائيل الصانع العجائب وحده، ومبارك اسم مجده إلى الدهر ولتمتلئ الأرض كلها من مجده، آمين ثم آمين " (المزمور 72/8-19)، فمن هو الذي سجدت وأذعنت وذلت له الملوك، ومجده الله في كل الدهور؟

    لا ريب أنه محمد e، الذي دانت لسلطانه أعظم ممالك عصره، الروم والفرس.



    --------------------------------------------------------------------------------

    ([1]) لا يبعث الله نبياً إلا غاية في الحسن، فذلك أدعى لتصديقهم وعدم عيبهم بخلقهم، وقد وصف رسول الله عيسى عليه السلام خصوصاً بأنه كان غاية في الحسن، فقد رآه في رؤيا عند الكعبة (( فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال، له لـمّة كأحسن ما أنت راء من اللمم، قد رجلها، فهي تقطر ماءً ... فسألت: من هذا؟ فقيل: هذا هو المسيح بن مريم )). رواه مسلم ح (169).

    ([2]) انظر : محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن، محمد عزت الطهطاوي، ص (18) ، أقانيم النصارى ، أحمد حجازي السقا ، ص (31)، النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام، أحمد عبد الوهاب، ص (136)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح ، علاء أبو بكر ، ص (396 – 404) .

    ([3]) رواه البخاري في صحيحه ح (3549).

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 06/09/2009

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Empty حتى الموقع الأجنبى التالى يؤكد كلامى

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 23, 2010 6:08 pm

    حتى الموقع الأجنبى التالى يؤكد كلامى
    فلنذهب الى هناك واللغة واضحة تماما

    http://www.all-creatures.org/discuss/matt22.41-46-ml.html

    David and Jesus Example - Matthew 22:41-46
    By: Marcela Lopez
    Reading: Matthew 22:41-46
    41 Now while the Pharisees were gathered together, Jesus asked them a question:

    42 "What do you think about the Christ, whose son is He?" They said to Him, "The son of David."

    43 He said to them, "Then how does David in the Spirit call Him "Lord,' saying,

    44 'THE LORD SAID TO MY LORD,
    "SIT AT MY RIGHT HAND,
    UNTIL I PUT YOUR ENEMIES BENEATH YOUR FEET"'?

    45 "If David then calls Him "Lord,' how is He his son?"

    46 No one was able to answer Him a word, nor did anyone dare from that day on to ask Him another question.
    NASU
    One day Jesus asked to the Pharisees, "Who do you think am I? They answered "the son of David". His reply, in a more personal and spiritual way was: "How could I be the son of David if he calls me Lord" (Psalm 110:1). In other words he was saying, "I am his Lord, I am greater than him, how could I be his son?
    Jesus was making the point that if it was true that the king of Israel was a great man, then He, Jesus, Son of God was greater than David. He was saying that He was the Messiah, the redeemer, Lord of David, and Lord of lords. Jesus, the one who left the glory of God to come to this earth was saying that nobody greater than Him walked on this planet. Certainly, He couldn’t be the son of David like other sons, a great king, but yet a sinner, like all of us.
    In Jesus time Jews were suffering deep and terrible oppression by the Roman government. When Jesus started to be known to the people, they were expecting Him to use His power against the Romans and rise in a revolution, in a war against them, ending all suffering and abuse for all Jews. But, Jesus didn’t.
    With His life and actions He was teaching us: "Yes, David made wars but I, Jesus the Messiah, who is greater than him, and who was expected to do the same, didn’t. I came to teach something else, I came to teach ‘turn the other cheek’, ‘love your enemies’. War is the earthly answer for all these kingdoms you see in this world, but my Kingdom is not from this world."
    People in those times were learning something new, the good news of salvation. They were learning that other Kingdom exists in which you don’t find a place for revenge, hatred, murders and wars; where you are to love your enemies and answer hatred with love. Jesus was teaching that if we want to consider ourselves worthy of God's Kingdom, we're suppose to act with its rules, which are not the rules of this world; Kingdom, where the logical answer is not the violence, the hatred, the wars, the murders, but instead >we're suppose to answer all these things with justice and love.
    He was teaching us with His example that even when every Jew was expecting Him to call His people for a battle as king David would do, He wouldn’t, because He was greater than that one, and His calling was a higher calling, a calling that don’t get involved with the examples of this world but with the compassion, justice and mercy of His Kingdom.
    Some people remained faithful to Jesus till the end. Others were really disappointed afterwards, and later they became part of the angry crowd who was crying "Crucify Him, crucify Him!" The frustration of seeing what was happening, robbed them of their immediate opportunity of achieving freedom and deliverance from the Romans, and guided them to this hatred. They didn’t understand Jesus. They just missed the most beautiful experience of real freedom and salvation, of real joy beyond this world, which is much greater than the present suffering.
    Today, I can clearly hear Jesus voice, and I have to ask:
    Why do so many people relay in David, following his example and ignoring the Messiah's examples?
    Why do so many people look at king David, king of Israel, and ignore Jesus, King of kings and Lord of lords? David's example fits this world but not God’s Kingdom.
    Why do so many people justify wars saying: "The Bible recorded many wars, and David made a lot of them", instead of rebuking violence saying: "In the Bible the greatest Man who ever lived, refused to make the war that His people were waiting for".
    If the son of God is greater than the king of Israel, Why do so may people prefer to mention that: "David was a warrior" and forget to mention: "JESUS IS THE PRINCE OF PEACE".
    Redeemer المخلص spiritual الروحية
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 06/09/2009

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Empty لماذا الترجمة العربية فقط تحرف الرد على اقرأ " لا أعرف الكتابة"

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 23, 2010 9:10 pm

    نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران



    وقبيل وفاة موسى عليه السلام ساق لبني إسرائيل خبراً مباركاً ، فقد جاء في سفر التثنية: "هذه البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه في يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك" (التثنية 33/1-3).

    وأكد هذه النبوءة النبي حبقوق، حيث ذكر خبراً أفزعه، لأنه يشير إلى انتقال النبوة بعيداً عن قومه بني إسرائيل، يقول: "يا رب قد سمعت خبرك، فجزعت، يا رب عملك في وسط السنين أحْيِه، في وسط السنين عرّف، في الغضب اذكر الرحمة، الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته، قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحمى، وقف وقاس الأرض، نظر فرجف الأمم .... " (حبقوق 3/3 - 6).

    وقبل أن نمضي في تحليل النص نتوقف مع الاختلاف الكبير الذي تعرض له هذا النص في الترجمات المختلفة.

    فقد جاء في الترجمة السبعينية: "واستعلن من جبل فاران، ومعه ربوة من أطهار الملائكة عن يمينه، فوهب لهم وأحبهم، ورحم شعبهم، وباركهم وبارك على أظهاره، وهم يدركون آثار رجليك، ويقبلون من كلماتك. أسلم لنا موسى مثله، وأعطاهم ميراثاً لجماعة يعقوب ".

    وفي ترجمة الآباء اليسوعيين: "وتجلى من جبل فاران، وأتى من رُبى القدس، وعن يمينه قبس شريعة لهم" .

    وفي ترجمة 1622م العربية: " شرف من جبل فاران، وجاء مع ربوات القدس، من يمينه الشريعة "، ومعنى ربوات القدس أي ألوف القديسين الأطهار، كما في ترجمة 1841م " واستعلن من جبل فاران، ومعه ألوف الأطهار، في يمينه سنة من نار ".

    واستخدام ربوات بمعنى ألوف أو الجماعات الكثيرة معهود في الكتاب المقدس "ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه" (دانيال 7/10)، ومثله قوله: "كان يقول: ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" (العدد 10/36)، فالربوات القادمين من فاران هم الجماعات الكثيرة من القديسين، الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران.

    والنص التوراتي يتحدث عن ثلاثة أماكن تخرج منها البركة، أولها: جبل سيناء حيث كلم الله موسى. وثانيها: ساعير، وهو جبل يقع في أرض يهوذا. (انظر يشوع 15/10)، وثالثها: هو جبل فاران.

    وتنبئ المواضع التي ورد فيها ذكر " فاران " في الكتاب المقدس أنها تقع في صحراء فلسطين في جنوبها.

    لكن تذكر التوراة أيضاً أن إسماعيل قد نشأ في برية فاران. (انظر التكوين 21/21)، ومن المعلوم تاريخياً أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز.

    ويرى المسلمون أن النص نبوءة عن ظهور عيسى عليه السلام في سعير في فلسطين، ثم محمد صلى الله عليه وسلم في جبل فاران، حيث يأتي ومعه الآلاف من الأطهار مؤيدين بالشريعة من الله عز وجل.

    وذلك متحقق في رسول الله لأمور:

    1) أن جبل فاران هو جبل مكة، حيث سكن إسماعيل، تقول التوراة عن إسماعيل: " كان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " (التكوين 21/20-21).

    وقد انتشر أبناؤه في هذه المنطقة، فتقول التوراة: " هؤلاء هم بنو إسماعيل ... وسكنوا من حويلة إلى شور " (التكوين 25/16 - 18)، وحويلة كما جاء في قاموس الكتاب المقدس منطقة في شمال أرض اليمن، بينما شور في جنوب فلسطين. ([1])

    وعليه فإن إسماعيل وأبناءه سكنوا هذه البلاد الممتدة جنوب الحجاز وشماله، وهو يشمل أرض فاران التي سكنها إسماعيل.

    كما وقد قامت الأدلة التاريخية على أن فاران هي الحجاز، حيث بنى إسماعيل وأبوه الكعبة، وحيث تفجر زمزم تحت قدميه، وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين كما نقل عنهم المؤرخ الهندي مولانا عبد الحق فدرياتي في كتابه " محمد في الأسفار الدينية العالمية" ومن هؤلاء المؤرخين المؤرخ جيروم واللاهوتي يوسبيوس فقالا بأن فاران هي مكة. ([2]) وجاء في قاموس Strong's Hebrew Bible Dictionary أن فاران في صحراء العرب، حيث يقول: " Paran, a desert of Arabia".

    2) أن وجود منطقة اسمها فاران في جنوب سيناء لا يمنع من وجود فاران أخرى، هي تلك التي سكنها إسماعيل، فقد ورد مثلاً إطلاق اسم سعير على المنطقة التي تقع في أرض أدوم والتي هي حالياً في الأردن، وتكرر ذلك الإطلاق في مواضع عديدة في الكتاب، ولم تمنع كثرتها أن يطلق ذات الاسم على جبل في وسط فلسطين غربي القدس في أرض سبط يهوذا. (انظر يشوع 15/10).

    ولنا أن نسأل أولئك الذين يصرون على أن فاران هي فاران سيناء: من هو القدوس الذي تلألأ من ذلكم الجبل الذي لا يرتبط بأدنى علاقة بأي من أحداث الإنسانية المهمة، فمن الذي تلألأ عليه؟

    3) لا يقبل قول القائل بأن النص يحكي عن أمر ماضٍ، إذ التعبير عن الأمور المستقبلة بصيغة الماضي معهود في لغة الكتاب المقدس. يقول اسبينوزا: " أقدم الكتاب استعملوا الزمن المستقبل للدلالة على الحاضر، وعلى الماضي بلا تمييز كما استعملوا الماضي للدلالة على المستقبل... فنتج عن ذلك كثير من المتشابهات".

    4) ونقول: لم خص جبل فاران بالذكر دون سائر الجبال لو كان الأمر مجرد إشارة إلى انتشار مجد الله كما زعم بعض كتاب اليهود، فإن مجد الله لم يتوقف عند حدود فارن أو جبل سعير.

    5) ومما يؤكد أن الأمر متعلق بنبوءة الحديث عن آلاف القديسين، والذين تسميهم بعض التراجم " أطهار الملائكة " أي أطهار الأتباع، إذ يطلق هذا اللفظ ويراد به: الأتباع، كما جاء في سفر الرؤيا أن " ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنينُ وملائكتُه ..." (الرؤيا 12/7).

    فمتى شهدت فاران مثل هذه الألوف من الأطهار إلا عند ظهور محمد r وأصحابه؟

    6) وما جاء في سفر حبقوق يؤيد قول المسلمين حيث يقول: " الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع، وهناك استتار قدرته، قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحمى، وقف وقاس الأرض، نظر فرجف الأمم ... " (حبقوق 3/3 - 6).

    فالنص شاهد على أنه ثمة نبوة قاهرة تلمع كالنور، ويملأ الآفاق دوي أذان هذا النبي بالتسبيح.

    وتيمان كما يذكر محررو الكتاب المقدس هي كلمة عبرية معناها: " الجنوب "، لذا يقول النص الكاثوليكي للتوراة: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران"، ولما كان المخاطبون في فلسطين فإن الوحي المبشر به يأتي من جهة الجنوب أي من جزيرة العرب، فالقدوس سيبعث في جبل فاران.

    ومن هذا كله فالقدوس المتلألئ في جبال فاران هو نبي الإسلام، فكل الصفات المذكورة لنبي فاران متحققة فيه، ولا تتحقق في سواه من الأنبياء الكرام.



    لما بدل بنو إسرائيل وغيروا نزع الله عنهم النبوة والكتاب، ودفعه لأمة أخرى، وحصل ما كان الأنبياء يحذرون منه بني إسرائيل، ألا وهو انتقال الخيرية إلى سواهم. فمن هي الأمة الجديدة، وما صفاتها؟

    في الإجابة عن هذا السؤال الهام نتأمل أسفار الكتاب المقدس لنقف منها على صفات هذه الأمة الجديدة.

    يقول إشعيا على لسان الوحي: " أصغيتُ إلى الذين لم يسألوا، وُجِدت من الذين لم يطلبوني، قلت: ها أنذا ها أنذا لأمةٍ لم تسمَّ باسمي.

    بسطت يدي طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره، شعب يغيظني بوجهي دائماً.... " (إشعيا 65/1 - 3).

    فقد ذكر النص انتقال النبوة والأمر عن الأمة القاسية العاصية إلى أمة لم تطلب الله قبل، ولم تسم باسم الله. إنها الأمة الأمية التي لم ينزل عليها كتاب.

    ويؤكد حزقيال رفع الملك والشريعة من بني إسرائيل، ودفعه لأمة مهملة وضيعة، فيقول: " إني أنا الرب، وضعتُ الشجرة الرفيعة، ورفعتُ الشجرة الوضيعة، وأيبستُ الشجرة الخضراء، وأفرختُ الشجرة اليابسة، أنا الربُ تكلمت وفعلت " (حزقيال 17/32).

    وقال يوحنا المعمدان في سياق تحذيره بني إسرائيل من الغضب الآتي الذي سيسلطه الله عليهم : " والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار، أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (متى 3/10-11)، (وانظر مثل التينة التي لا تثمر في لوقا 13/6-9) لقد كان المسيح الفرصة الأخيرة للإبقاء على الاصطفاء والاختيار، فقد وضع الفأس على أصل الشجرة، فلما كفروا به وحاولوا قتله، قطعت الشجرة الخضراء ويبست، ودفعت للنار، نار الغضب الإلهي والضلال، وأزهرت شجرة أخرى كانت يابسة.

    نعم، لقد أيبس الله شجرة بني إسرائيل وأحرقها، وأفرخ شجرة أخرى كانت يابسة لم تظهر فيها النبوات من لدن إسماعيل عليه السلام، فكانت هي الأمة التي سلطها الله على بني إسرائيل، وهو أمر لا يخفى على من تأمل حاله عليه الصلاة والسلام مع يهود بني النضير ثم يهود بني قينقاع ثم فتكه ببني قريظة، وقضاؤه على آخر تجمعاتهم في جزيرة العرب، في غزوة خيبر.

    ويقول النبي حزقيال أيضاً: " أنت أيها النجس الشرير رئيس إسرائيل الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية، هكذا قال السيد الرب: انزعِ العمامة وارفعِ التاج، هذه لا تلك، ارفعِ الوضيع، وضعِ الرفيع، منقلباً، منقلباً، منقلباً أجعله، هذا لا يكون حتى يأتي الذي له الحكم، فأعطيه إياه " (حزقيال 21/25 - 27).

    فإذا جاء صاحب الحكم، النبي الخاتم، تنقلب الأمور، وترفع العمامة أي تنسخ الشريعة من بني إسرائيل، فالعمامة رمز للكهنة الهارونيين الموكلين بأمر الشريعة في أسباط بني إسرائيل، والذين أمروا بملابس خاصة، منها العمامة. (انظر الخروج 28/36-37) كما يرفع التاج (الملك).

    وحينئذ تصبح الأمة المرذولة أمة مختارة، والأمة المختارة أمة مرذولة، كما قال داود: " الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا " (المزمور 118/22 - 23) لكنه حقيقة.

    وقد ضرب المسيح للتلاميذ مثل الكرامين - كما سيأتي - ثم قال: " الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينـزع منكم، ويعطى لأمة تعمل أثماره " (متى 21/42 – 43).

    وقد قال المسيح لتلاميذه بعد أن قص عليهم مثلاً من أمثال الملكوت (مثل الزرع): " فانظروا كيف تسمعون، لأن من له سيعطى، ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه " (لوقا 8/18).

    وهكذا فهذه النصوص ذكرت أول صفة من صفات أمة الملكوت، إنها أمة مرذولة وضيعة لم تتعبد لله ولم ترسل إليها شرائعه، أمة يعجب بنو إسرائيل أن تتحول لها الريادة والاختيار.

    ويقول الرب موضحاً صفة أخرى من صفات الأمة الجديدة التي ستنال ميراث البركة والنبوة من بني إسرائيل: "فرأى الرب ورذل من الغيظ بنيه وبناته، وقال: أحجب وجهي عنهم، وانظر ماذا تكون آخرتهم، إنهم جيل متقلب، أولاد لا أمانة فيهم، هم أغاروني بما ليس إلهاً، أغاظوني بأباطيلهم، فأنا أغيرهم بما ليس شعباً، بأمة غبية أغيظهم" (التثنية 32/19-21)، إن الأمة المصطفاة، الأمة التي كانت مرذولة، هي الأمة الجاهلة أو الغبية التي يغيظ الله بها بني إسرائيل، وقد قال الله تعالى عن محمد e وأصحابه الكرام: } ليغيظ بهم الكفار { (الفتح: 29).

    وقد كاد بنو إسرائيل لهذه الأمة الجديدة فقالوا: " بأمة غبية أغيظهم " مع أن وصف الغباء لا توصف به الأمم، وإن وصفت بالجهل أو القسوة، فمن هذه الأمة الجاهلة أو الغبية التي ينتقم الله بها من بني إسرائيل؟ إنها أمة العرب } هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين { (الجمعة: 2).

    لكن بولس يخطأ ويجعل هذه الأمة الغبية أمة اليونان، فيقول مؤكداً انتقال الملكوت عن بني إسرائيل، لكنه يخطئ في تعيين الأمة الوارثة للملكوت: "لا فرق بين اليهودي واليوناني، لأن رباً واحداً للجميع، غنياً لجميع الذين يدعون به ... لكني أقول: ألعل إسرائيل لم يعلم، أولاً موسى يقول أنا أغيركم بما ليس أمة، بأمة غبية أغيظكم، ثم إشعياء يتجاسر ويقول: وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهراً للذين لم يسألوا عني، أما من جهة إسرائيل فيقول: طول النهار، بسطت يديّ إلى شعب معاند ومقاوم" (رومية 10/12-21)، فهو يؤمن بانتقال الملكوت عن بني إسرائيل، لكنه يجعل الأمة الجديدة أمة اليونان الذين توجه لدعوتهم، وقد آمنوا به كما آمن كثير غيرهم، فلا وجه لخصوصهم به، والمعنى الذي يقصده للملكوت هو الاستجابة لدعوته، وهو معنى يضيق كثيراً عما نذكره من صفات أمة الملكوت العظيمة.

    وأيضاً لا يصح أن تكون أمة اليونان هي الأمة الغبية التي ترث الملكوت، لأن اليونان أمة حضارة وعلم، وبولس نفسه يقول عن اليونانيين: "لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة" (كورنثوس (1) 1/22)، فكيف يوصف طلاب الحكمة بالغباء أو الجهل؟!

    فالأمة الجديدة هي - ولا ريب - أمة العرب الموعودة بالبركة دون سائر الأمم، وقد جاء في كلام إشعيا متنبئاً بالنبي الذي يظهر منها، فذكر أنه يهرب من قومه، ثم ينتصر عليهم، ويفني مجدهم بعد برهة، ليبدأ بعدها مجد جديد، وهو النبي الذي تسقط على يديه دولة بابل الفارسية، وتنكسر عند قدميه آلهتها المنحوتة فيقول: "قال لي السيد: اذهب أقم الحارس، ليخبر بما يرى، فرأى ركاباً أزواج فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد: أيها السيد أنا قائم على المرصد دائماً في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي، وهوذا ركاب من الرجال، أزواج من الفرسان. فأجاب وقال: سقطت، سقطت بابل، وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض.

    يا دياستي وبني بيدري، ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به، وحي من جهة دومة.صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس ما من الليل، يا حارس ما من الليل. قال الحارس: أتى صباح وأيضاً ليل، إن كنتم تطلبون فاطلبوا. ارجعوا تعالوا، وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان، يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم من السيوف قد هربوا ... قال لي السيد: في مدة سنة كسنة الأجير، يفنى كل مجد قيدار " (إشعيا 21/ 6 - 16).

    والنص بعد حديثه عن سقوط فارس يعود ليتحدث إلى الددانيين من أهل تيماء، ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد برهة بسيطة.

    والددانيون كما قال قاموس الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز ([1])، ولا تخفى الوعورة في تضاريس تلك البلاد، والنص يبشر بانتصار المسلمين بعد سنة أو ثمان في معركة بدر أو فتح مكة على أبناء قيدار، وقيدار هو الابن الثاني لإسماعيل. (انظر التكوين 25 / 13).

    واسم قيدار يطلق أيضاً على البلاد التي غلب عليها ذرية قيدار كما في قوله: "قال الرب: قوموا اصعدوا إلى قيدار" (إرميا 49/ 28)، وهو المراد بقوله " يفنى كل مجد قيدار" ، فهو يبشر بانتصار المسلمين على أبناء بلاد قيدار.

    ويقول إشعيا في وصف تلك الأمة: " من أنهض من المشرق الذي يلاقيه النصر عند رجليه دفع أمامه أمماً، وعلى ملوك سلطه، جعلهم كالتراب بسيفه، وكالقش المنذري بقوسه، طردهم، مر سالماً في طريق لم يسلكه برجليه، من فعل وصنع داعياً الأجيال من البدء. أنا الرب الأول، ومع الآخرين أنا هو " (إشعيا 41/2 - 4) وإذا كان النص نبوءة فبمن تحققت النبوءة؟ ومن ذا المسلط على الشعوب من قبل الرب الآتي من المشرق؟ وهي ما قد يطلق على بلاد العرب كما جاء في إرمياء "اصعدوا إلى قيدار، أخربوا بني المشرق " (إرمياء 49/28).

    ولقد كان المسلمون هم الأمة التي عذب الله بني إسرائيل على يديها، بعد أن عذبهم على يد بختنصر " لأنهم رذلوا شريعة رب الجنود واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل، من أجل ذلك حمي غضب الرب على شعبه، ومد يده عليه وضربه حتى ارتعدت الجبال، وصارت جثثهم كالزبل في الأزقة" (إشعيا 5/24-25).

    ويمضي النص ليحكي عن عذاب آخر قادم على يد أمة، بل أمم قوية البطش، وهو سوى العذاب الأول "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد، فيرفع راية للأمم من بعيد ويصفر لهم من أقصى الأرض، فإذا هم بالعجلة يأتون سريعاً، ليس فيهم رازح ولا عاثر، لا ينعسون ولا ينامون ولا تنحل حزم أحقائهم، ولا تنقطع سيور أحذيتهم، الذين سهامهم مسنونة، وجميع قسيهم ممدودة، حوافر خيلهم تحسب كالصوان، وبكراتهم كالزوبعة، لهم زمجرة كاللبوة، ويزمجرون كالشبل، ويهرون ويمسكون الفريسة، ويستخلصونها ولا منقذ، يهرون عليهم في ذلك اليوم كهدير البحر، فإن نظر إلى الأرض فهوذا ظلام الضيق والنور قد أظلم بسحبها " (إشعيا 5/26-30)، فحكى هذا النص شجاعة أصحابه صلى الله عليه وسلم كما قال الله: } محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة { (الفتح: 29).

    وفي نص آخر يتحدث أشعيا عن الفرح والبهجة والعز الذي يحصل في ديار قيدار من انتصار هذا النبي.." لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار. لتترنم سكان سالع، من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجداً، ويخبروا بتسبيحه في الجزائر، الرب كالجبار، كرجل حروب غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه" (إشعيا 42 / 11 - 13).

    وكان النص يتحدث عن السبب الذي يدعو لهذا الفرح، ألا وهو ظهور النبي المنتظر " هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه، فيخرج الحق للأمم، لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ، إلى الأمان يخرج الحق، لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته " (إشعيا 42/1 - 4)، فمن هو الفاتح صاحب الشريعة الذي لا ينكسر، من ذا الذي أخرج الحق لكل أمم الأرض، إنه محمد e.

    ويتوعد النبي إشعيا بني إسرائيل الذين يحرفون كتاب الله ولا يلتزمون شريعته، يتوعدهم بالنبي صاحب السفر المختوم، النبي الذي لا يعرف القراءة، فيقول: "الرب قد سكب عليكم روح سبات وأغمض عيونكم، الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطّاهم، وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين: اقرأ هذا، فيقول: لا أستطيع لأنه مختوم، أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة. ([2])

    فقال السيد: لأن هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عني، وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة، لذلك هانذا أعود أصنع بهذا الشعب عجباً وعجيباً، فتبيد حكمة حكمائه، ويختفي فهم فهمائه، ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب، فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون: من يبصرنا ومن يعرفنا، يا لتحريفكم، هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه: لم يصنعني، أو تقول الجبلة عن جابلها: لم يفهم، أليس في مدة يسيرة جداً يتحول لبنان بستاناً، والبستان يحسب وعراً، ويسمع في ذلك اليوم الصمّ أقوال السفر وتنظر من القتام والظلمة عيون " (إشعيا 29/10-18)، إنه ذات المعنى الذي تتحدث عنه النصوص، شجرة خضراء تذبل، وأخرى يابسة تخضر وتورق، وذلك حين يفتح السفر المختوم على يد النبي الأميّ.

    وقوله: " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة "، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:.. جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملَك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني، فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال:} اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم{ (العلق:1-3). ([3])

    وما قاله إشعيا عن أمة اليهود صدقه فيه المسيح، حين قال لليهود: "فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم، يا مراؤون، حسناً تنبأ عنكم إشعياء قائلاً: يقترب إلي هذا الشعب بفمه، ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً، وباطلاً يعبدونني، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس" (متى 15/6-9).

    فهذه النبوءة للنبي إشعيا لم تتحقق حتى زمن المسيح عليه السلام، " لذلك هانذا أعود أصنع بهذا الشعب عجباً وعجيباً، فتبيد حكمة حكمائه ويختفي فهم فهمائه .. أليس في مدة يسيرة جداً يتحول لبنان بستاناً، والبستان يحسب وعراً، ويسمع في ذلك اليوم الصمّ أقوال السفر، وتنظر من القتام والظلمة عيون " (إشعيا 29/14-18).

    إنه يتوعدهم بالنبي صاحب السفر المختوم، النبي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ويتحدث قبله عن النبي القارئ الذي لا يقرأ السفر، لأنه مختوم، فالنبي القارئ هو عيسى عليه السلام. (انظر لوقا 4/16-18)، لكنه لن يقرأ السفر المختوم الذي سيقرأه النبي الذي لا يعرف الكتابة "وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين: اقرأ هذا، فيقول: لا أستطيع، لأنه مختوم، أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة".



    --------------------------------------------------------------------------------

    ([1]) قاموس الكتاب المقدس، ص (370).

    ([2]) النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : "لا أعرف القراءة" فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية، وتحويل العبارة من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .

    وفي النص العبراني : [ וְנִתַּן הַסֵּפֶר, עַל אֲשֶׁר לֹא-יָדַע סֵפֶר לֵאמֹר--קְרָא נָא-זֶה; וְאָמַר, לֹא יָדַעְתִּי סֵפֶר ] ، ولفظة : ( קרא ) العبرانية والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.

    ([3]) رواه البخاري في صحيحه ح (4).


    --------------------------------------------------------------------------------

    ([1]) انظر : قاموس الكتاب المقدس، ص (329).
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 06/09/2009

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Empty شهادة فيقول بأن المعمدان وتلاميذه "خاب أملهم فيه [المسيح]

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 23, 2010 9:34 pm

    ومن الألقاب التي أعطيت للدين الجديد وأتباعه في الكتاب المقدس " الملكوت " أو " ملكوت السماوات "، الذي أنبأ المسيح عن انتقاله عن أمة اليهود إلى أمة أخرى، فقال: " إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره " (متى 21/43).

    هذا الملكوت تقاطرت الأنبياء على البشارة به " كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا، ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله ، وكل واحد يغتصب نفسه إليه " (لوقا 16/16-17).

    والملكوت قد بشر باقتراب عصره النبي يوحنا المعمدان، يقول متى: " جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 3/1 - 2).

    وتحدث المعمدان عن الملكوت القادم فقال لليهود متوعداً: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ... والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار، أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ. حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه.... " (متى 3/1 - 13). ([1])

    ولنتوقف سريعاً مع الصفات التي ذكرها يوحنا المعمدان لصاحب الملكوت.

    فأولها: أنه يأتي بعده، فلا يمكن أن يكون هذا الآتي بعده هو المسيح الذي أتى في أيام يوحنا المعمدان.

    وثانيها: أنه قوي، وقوته تفوق قوة يوحنا المعمدان، ومثل هذا الوصف لا ينطبق على المسيح الذي يزعم النصارى مصرعه على الصليب قريباً مما جرى ليوحنا المعمدان، وأنى هذا من غلبة رسول الله e على سائر أعدائه! ثم بلغ من القوة أنه طهر الأرض من رجس الوثنية بالروح والنار أي بدعوته العظيمة وقوته القاهرة، وكل ما تقدم لا ينطبق على أحد سوى رسول الله e.

    ([1]) يعلق الأب متى المسكين - على هذه الفقرة التي تشير إلى قوة صاحب الملكوت القادم - ، فيقول بأن المعمدان وتلاميذه "خاب أملهم فيه [المسيح] ، لأنهم انتظروه يحمل بيده مذراته – رفشه – ليجمع التبن للحريق، فإذا به وديع متواضع، لا يسمع أحد صوته في الشارع، محب للخطاة، ويأكل ويشرب مع العشارين، ويغفر للزناة .. فإن كان المسيح هكذا لطيفاً مع الخطاة يصنع الآيات والمعجزات وحسب؛ فقد أخطأ المعمدان في حساباته وأوصافه عن مسيا الآتي الأقوى منه، ومعروف كيف أن المعمدان كان شخصية حديدية نارية أرعب الكتبة والفريسيين ... فنظر وإذا المسيح أهدأ من نسيم الصباح". الإنجيل بحسب القديس متى ، الأب متى المسكين ، ص (381).

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 06/09/2009

    المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان Empty البشارة بإيلياء أو محمد

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 23, 2010 9:53 pm

    البشارة بإيلياء



    ومن الأسماء التي رمز الكتاب المقدس بها إلى النبي r " إيلياء " وهي وفق حساب الجمّل اليهودي تساوي 53. ([1])

    وهو أيضاً اسم لنبي عظيم أرسله الله عز وجل إلى بني إسرائيل، وكان ذلك في القرن التاسع قبل الميلاد، وهو الذي يسميه القرآن إلياس.

    وفي آخر أسفار التوراة العبرانية يتحدث النبي ملاخي في سفره القصير عن عصيان بني إسرائيل وعن إيليا أو إيلياء القادم الجديد، وهو غير إلياس الذي كان قد توفي منذ سبعة قرون، فيقول ملاخي بأن الله يقول: " هأنذا أرسل ملاكي، فيهيء الطريق أمامي، ويأتي بغتة إلى هيكله السيدُ الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به، هو ذا يأتي، قال رب الجنود.

    من يحتمل يوم مجيئه، ومن يثبت عند ظهوره، لأنه مثل نار الممحص، ومثل أشنان القصار ... (ملاخي 3/1 - 2).

    فالنص في سفر النبي ملاخي يتحدث عن اثنين، أحدهما الذي يهيئ الطريق أمام القادم من عند الرب.

    والثاني هو الذي يأتي بغتة إلى الهيكل، ويسميه: السيد، وملاك العهد. وهو الذي يطلبه بنو إسرائيل وينتظرونه.

    وفي آخر سفره يقول ملاخي، وحديثه مازال متصلاً عن هذا القادم وعن تبديل بني إسرائيل وكفرهم فيقول: " اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام. هأنذا أرسل إليكم إيّليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن " (ملاخي 4/4 - 5).

    فقد سمى ملاخي النبي القادم إيليا بعد أن ذكرهم بوصية موسى على جبل حوريب والتي ذكر فيها موسى النبي القادم مثله من بين إخوة بني إسرائيل، قال المفسر صاحب "تحفة الجيل": " إن إيلياء الرسول المذكور في آخر سفر ملاخي هو ملغوز، وهذا هو حبر العالم الذي يأتي في آخر الزمان ".([2])

    ويرى النصارى أن النبي الذي يمهد الطريق هو يوحنا المعمدان المسمى بإيليا في النص يقول مرقس: " كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك .. كان يوحنا المعمدان يعمد في البرية ... وكان يكرز قائلاً: يأتي بعدي من أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه، أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس، وفي تلك الأيام جاء يسوع.. " (مرقس 1/2 - 9)، وهو ما نقله لوقا عن لسان المسيح: " بل ماذا خرجتم لتنظروا، أنبياً؟ نعم أقول لكم: وأفضل من نبي، هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك، لأني أقول لكم: إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه" (لوقا 7/26).

    فالممهِد للطريق- حسب رأي النصارى- هو يوحنا المعمدان، والممهد له المنتظر هو عيسى عليه السلام.

    ويعتبرون الأول إيليا لقول متى على لسان المسيح في سياق حديثه عن يوحنا المعمدان: " ماذا خرجتم لتنظروا. أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي، فإن هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه ... لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبئوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع " (متى 11/9 - 15).

    ويذكر متى أيضاً بأن المسيح قال: " إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شيء، ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه ... حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17/10 - 13).

    وهكذا يرى النصارى أن المبشِر الممهد للطريق هو يوحنا (إيليا)، والمبشَر به هو المسيح. والصحيح أن إيليا رمز للنبي القادم، وليس للنبي الممهد لطريقه.

    وقبل أن نلج لفهم حقيقة هذه النبوءة نرى لزاماً أن ننبه ببعض ما تعرضت له هذه النصوص من تحريف، ففي ملاخي " ملاك العهد "، وهو في الترجمات القديمة: "رسول الختان"، وفي الترجمة الحديثة يقول: "أرسل ملاكي"، وفي القديمة: " أرسل رسولي "، وفي بعض الطبعات: " يأتي السيد " وفي بعضها: " الولي "، وفي أخرى: " إيليا ".

    وفي نصوص الأناجيل تحريف للاقتباس من ملاخي الذي استعمل ضمير المتكلم " الطريق أمامي"، وفي الأناجيل أصبح الضمير راجعاً على المسيح " يهيئ طريقك قدامك ".

    كما نرى يد التحريف قد طالت كلام المسيح والمعمدان حين زعم الإنجيليون أن المسيح اعتبر المعمدان هو الممهد لدعوته "هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك " (لوقا 7/26)، وأنه سماه إيليا المنتظر "ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه ... حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17/12 - 13).

    ومن التحريف قولهم أن المعمدان أخبر أن القوي الذي بشر بقدومه بعده هو المسيح "ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه .. وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم، هذا هو الذي قلت عنه: يأتي بعدي رجل صار قدامي، لأنه كان قبلي" (يوحنا 1/26-40).

    ودعوانا التحريف ليس مردها عدم اتفاق هذه النصوص مع المسألة التي نحن بصدد إثباتها، بل مرده أن يوحنا المعمدان أنكر أن يكون هو النبي إيليا الممهد بين يدي السيد القادم، فقد نفى هو ذلك عن نفسه لما جاءه رسل اليهود من الكهنة واللاويين " ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست أنا المسيح.

    فسألوه إذاً ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست أنا. النبي أنت؟ فأجاب: لا " (يوحنا 1/19 - 21)، فهذا نص صريح ينكر فيه يوحنا أنه إيليا الممهد للطريق ، كما هو ليس المسيح المنتظر أو النبي القادم.

    ويلزم من قول المعمدان تكذيب المسيح في قوله بأن إيليا قد جاء أو أن يكون المعمدان كاذباً حين أنكر أنه إيليا، أو يلزم القول بأن التلاميذ لم يفهموا كلام المسيح، وهذا الأخير هو الأولى، فقد أخطأ متى حين قال: " حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان "، لقد ظنوا أنهم فهموا، بينما الحقيقة أنهم لم يفهموا، لقد كان يحدثهم عن نفسه، فهو النبي القادم الذي يهيئ الطريق للقادم المنتظر " هأنذا أرسل ملاكي، فيهيء الطريق أمامي، ويأتي بغتة إلى هيكله السيدُ الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به، هو ذا يأتي، قال رب الجنود".

    ثم إن صفات إيليا لا تنطبق على المعمدان، لأنه يأتي بعد المسيح، فقد قال المسيح عنه: " إيليا المزمع أن يأتي" والمسيح والمعمدان متعاصران.

    وعندما يأتي إيليا فإنه " يرد كل شيء "، و " فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم "، ومثل هذا لم ينقل عن المعمدان الذي عاش في الصحراء، طعامه الجراد والعسل، ولباسه وبر الإبل، وغاية ما صنعه تعميد من جاءه تائباً. (انظر متى 3/1 - 5).

    ولا يمكن التسليم بأن المعمدان كان تمهيداً للمسيح، إذ كيف يقال ذلك، والمعمدان قبيل مقتله - حسب الأناجيل - لا يعرف حقيقة المسيح، ويرسل تلاميذه ليسألوا المسيح " أنت هو الآتي أم ننتظر غيرك؟ " (متى 11/3).

    فكيف يقال بأنه أرسل بين يديه، وهو لم يعرف حقيقته؟ ثم ماذا صنع يوحنا بين يدي مقدم المسيح؟ هل صنع شيئاً يتعلق بالمهمة التي تزعمها الأناجيل له؟

    لم يرد عنه سوى البشارة بالملكوت كما بشر به المسيح بعده. (انظر متى 3/1) كما كان يعمد الذين يأتونه معترفين بخطاياهم. (انظر متى 3/6)، وهذا الذي صنعه المسيح أيضاً، وهو ما يؤكد أن دعوتهما واحدة، ألا وهي البشارة بالنبي e نبي الملكوت، كما قال: " فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت" (لوقا 4/34)، فقد أرسل للبشارة بالملكوت القادم، فهو ممهد ومبشر بين يديه.

    والحق أن المعمدان وعيسى صاحبا دعوة واحدة، أي كلاهما بعث مبشراً بالنبي الخاتم، فهما المبشِران بالنبي الخاتم، والذي أسماه متى بملكوت السماوات، فقد بشر باقتراب عصره النبي يوحنا المعمدان، " جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 3/1 - 2).

    وبعد وفاة يوحنا المعمدان جدد يسوع البشارة بالملكوت، " ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 4/17)، " وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت " (متى 4/23).

    وأمر تلاميذه بأن يبشروا باقتراب الملكوت فقال: " اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات " (متى 10/7)، لقد كانت دعوتهما واحدة، وهي البشارة والتمهيد للنبي القادم.

    وكما لم يتحقق في المعمدان صفات الممهد للنبي القادم، فإن الصفات التي ذكرها يوحنا المعمدان للآتي بعده لم تتحقق في المسيح، فقد قال المعمدان: " أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ، حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه " (متى 3/11 - 13).

    فالقادم المبشر به سيعمد بالروح القدس والنار، أما المسيح عليه السلام فلم يعمد أحداً طوال حياته، وإن كان شاع بين الناس أنه يعمد، لكنه لم يفعل ذلك حقيقة، وإن صنعه تلاميذه باسمه "فلما علم الرب أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصيّر ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا، مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه" (يوحنا 4/1-2).

    وذكر المعمدان أن الآتي بعده يعمد بالروح والنار، أي يملك سلطان الدين والدنيا لتغيير المنكر والحفز على التوبة، فهو لا يتوقف عن حدود الطهارة الظاهرية للجسد بالاغتسال بالماء، بل يهتم بطهارة الباطن، ووسيلته ما يأتي به روح القدس (جبريل) من وحي وبلاغ وبيان، كما قام بتطهير كثير من الأرض من الوثنية بالنار.

    ومثل هذه المعمودية لم يفعلها المسيح الذي عمد تلاميذه بالماء، وكانت بشارته استمراراً لمعمودية المعمدان، وهي البشارة بالتوبة ومغفرة الخطايا فإن المسيح دعا - بعد حادثة الصلب والقيامة - كل واحد من تلاميذه "أن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا" (لوقا 24/47)، فلم تختلف معموديته u عن معمودية المعمدان في شيء. (انظر يوحنا 3/22 – 23).

    واستمر تلاميذه بعده يعمدون بالماء كما كان المعمدان يعمد، ولما جاء بولس إلى جاء إلى أفسس، فإذ وجد تلاميذ قال لهم: هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم. قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس. فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا. فقال بولس: إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بالمسيح يسوع، فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع" (أعمال 19/1-5)، ولو كان للمسيح u تعميد يخالف ما عليه تعميد المعمدان u لعرف بين التلاميذ وشاع.

    كما وصف المعمدان النبي القادم بعده بأنه " أقوى مني"، وليس في دعوة المسيح أو حياته الشخصية ما يشير إلى هذه القوة، فكلاهما لم يبعث بشرع جديد، كما لم يملك على قومه، ولم يكن لأي منهما نفوذ أو سلطان، بل تزعم النصارى - باطلاً - أن كلاً منهما مات مقتولاً! فأين القوة التي ذكرها المعمدان؟

    كما لم يحقق المسيح قول المعمدان عن النبي الآتي: "رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ " وهذه كناية يفسرها الدكتور وليم أدي بقوله: " كناية عن نهاية العمل كله، ويمكن أن يكون القصد من هذا التشبيه: الإشارة إلى تأديب الله للناس وقصاصه لهم في هذه الحياة"، بل هو كناية أبعد من ذلك، إذ تبين سلطانه الذي ينقي الأصل الذي أنـزله الله على أنبيائه مما علق فيه، فيحذف الترهات الدخيلة ويزيفها.

    وعليه فالآتي المبشر به هو محمد r، وهو فقط الذي أتى إلى أرض القدس والهيكل بغتة يوم أسري به إلى بيت المقدس، بينما نشأ المسيح ويوحنا في ربوع الهيكل.

    وهو النبي الذي سمته بعض الترجمات برسول الختان، إذ كان قد دعا إليه ونبه إلى أنه من سنن الهدى، والتزمه المسلمون بعده.



    --------------------------------------------------------------------------------

    ([1]) (أ=1، ي=10، ل=30)، وهو ما تساويه كلمة أحمد (أ=1، ح=8، م=40، د=4)
    [center]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:07 pm